طفل قيادي !!!
دخل الفصل - الثاني الابتدائي - عابس الوجه منتفش الصدر يبحث عن مشكلة !!
يريد أن يحطم رأس صديق!! نظرت إليه غاضباً ياولد اجلس مكانك!! ليش المشاكل؟؟
لم يبال بالكلام فهو أكبر من أن يحدثه أستاذ ويؤدبه!! كان دائم الفوضى يثير الشغب !!
لا يسكته سوى الشكوى للمدير .. استمر الحال أياماً ونحن في عجز تام عن معرفة مفتاحه ..
وفي يوم من الأيام كنت أحتاج لصفه من يضبطهم - عريف - قال : أنا يا أستاذ!! قلت أنت؟؟!
أنت تحتاج من يضبطك هههه قال: أستاذ!! هذه المرة فقط ... قلت : فدونك الصف ..
يا ويلك أشوف أحد يشاغب .. تسجل اسمه على طول!! تركت الصف وذهبت لمدة ربع ساعة ...
رجعت !! وكانت المفاجأة ... أين الطلاب؟؟!! ألا يوجد أحد في الصف؟!!
اقتربت من الباب أكثر لأتثبت!! فالمكان هادئ وكأنك في بيت مهجور!! نظرت !!
وإذا بالطلاب متكتفين - جلسة الأدب المعروفة - غاضي البصر !!
وهو يقف من بعيد يرمق كل من تسول له نفسه أن يتنفس الصعداء .. فالنفس المؤدب له حدوده !!
أصابتني الدهشة .. أنت يا مؤيد بهذه القوة والقيادية ماشاء الله لا قوة إلا بالله ؟؟!
تركت الصف كما هو وأطلقت رجليّ للريح إلى المدير !! تعال وشاهد ما لا تصدقه عينك ؟؟
هذا هو (فلان) ... جاء المدير والوكيل والمرشد ومعلم الصف ...
فأصبح الطلبة في دهشة من دهشتهم !! وتحمس الأطفال فشدوا على أيديهم إظهاراً لقوة الأدب (!!!!)
والطفل العريف يقف شامخ الرأس وكأنه يقول لي : هذا أنا ..
وهذا مكاني .... من لحظتها وهو الطالب المتميز المبتسم صاحب العلاقات المميزة مع الجميع .. لقد تغيّر من لحظة إعطائه المهمة التي تناسبه ...
من هو هذا الطفل ؟؟ وبعد كل هذه السنوات إذا بالمفاجأة !! يتواصل معي وهو مبتعث للخارج في جامعة سان فرانسيسكو ستيت السنة التحضيرية
إنه الشاب الموهوب والإعلامي الصاعد مؤيد محجوب @moaidmahjoub
مؤسس صحيفة مشاهير وعضو مؤسس لنادي العلوم السياسية السعودي أوصيته كما أوصي كل مبتعث أن يرجع بالجديد الذي يرفع اسم الإسلام عالياً وأن يحافظ على ثوابته .. ويثبت للغرب أننا نعيش بمبادئ ...
التعليقات (كن أول المعلقين !)